اليأس والامـــــــــــــــل
]كم هو الفرق الكبير والبون الشاسع بين كلمتي
]( اليأس والأمل )
وكم هو الفارق عظيم بين رجل يعيش بروح التفاؤل والأمل
]وبين رجل بات ضحية القنوط والإنهزامية.
]الفارق بين الإثنين هو أن
]الرجل الذي ينظر للحياة بأمل وفأل حسن.
]فأنه يُحسن رسم صورة المستقبل
]ويبدع في انشاء الخيال
]لأنه لا حركة من غير مطلوب
]والمطلوب هو مجموعة صور مرتسمة في الذهن
]وكل حركة فإنها لأجل مطلوب
]والمرء حين يضع هدفاً محدداً نصب عينيه
]يلهمه ويبعث فيه الهمه والجد والعطاء.
]فإنه تنبعث في روح هذا الإنسان من القوة والحركة ما لا يتصوره عقل.
]وحين تغيب الملهمات والمحركات والصور المشرقة من عقل الإنسان
]فإنه يصبح يائساً قانطاً خانعاً الهمه ضعيف النفس لا يقدر على صنع شيء.
]فصاحب الأمل والتفاؤل يهتم بالمستقبل
]وما يجب أن يملأه به بما يعود عليه وأمته بالنفع والخير
]والإنسان المنهزم هو الذي يعيش تحت وطأة الماضي
]وآلام الماضي فهو
ابن الماضي بما حواه من مواقف وظروف ومصاعب.
]إن اليأس لا يقدم حلولاً ولا يصنع شيئاً سوى مزيد من الآلام والمصاعب.
]والإلتفات المُبالغ فيه إلى الخلف والرجوع المستمر
]إلى الوراء يسهم في تضخيم الصورة السلبية
]عن نفسك وظروفك وأحوالك.
]وفي رأيي المتواضع أن كثيراً من الأمراض النفسية
]من قلق واكتئاب ونحوها في مراحلها الأولى
]هو ناتج عن رسم الصورة السلبية عن الذات
]ومن ثم تضخيمها وكثرة الإلتفات إلى الماضي
[]وما حواه من أحوال ربما كانت بالفعل سلبية بدرجة ما.
إننا حين نعيش بالأمل
]فإننا لا نصنع لأنفسنا بيتاً من الوهم أو الأحلام الوردية الكاذبة كلا.
[]بل نريد محركاً ووقوداً يكون بداية الإنطلاق نحو الأمام.
]نريد الخطوة الأولى التي تعقبها خطوات النجاح والريادة والإبداع.
]لنقل لزمن الإنهزامية وداعاً
]ولنبدأ من اللحظة في تغيير انفسنا
]وزرع الثقة في قلوبنا في كل مناحي الحياه.
]فإن الأمة التي يدب اليأس والقنوط وضعف الهمه في أفرادها
]لهي أمة لا تستحق النصر ولا النجاح
]ولن تكون مؤهلة للتربع على عرش الريادة والحضارة والتقدم.
6]وما تقدم أحد ولا نجحت أمة من الأمم
]إلا حين وضعوا في أذهانهم وعقولهم وأرواحهم
]أهدافاً تلهمهم تستفز كل خلية في جسدهم حتى يصلوا إلى ما يريدون.
]إنه حين يكون الأمل محركك والفأل الحسن حديث نفسك
]والهمه والعزيمة وقود حياتك
وحين تضع لنفسك أهدافاً محددة
]تريد الوصول إليها وغايات تختارها
]وترى أنها تناسب قدراتك وطموحك
[]فإنك تسير في الطريق الصحيح وستحصل على ما تريده بإذن الله.
]والسؤال المهم الآن.
]لماذا يبدع كثير منا في رسم صورة دونية عن نفسه؟
]أما حين يرى الآخرين ويتأمل حالهم فإنه يضعهم في أبهى صورة
]وأحلى حلة وأجمل منظر وأحسن حال..!
]وهنا نقول ربما تكون بالفعل واقعاً ومقارفاً لأمور سلبية سيئه
]تستدعي التغيير العاجل.
وربما كان بالفعل أيضاً هذا الغير شخصاً ناجحاً موفقاً مبدعاً
]لكن أن يكون منهجك في الحياه وطريقة عمل عقلك
]هو صناعة المقارنات بينك وبين الغير
]مع جعل الصورة السلبية السوداء مقرونة بك وحدك!؟
]أما غيرك فكامل ولن تبلغ ما بلغ!
]ولذا فجميل جداً أن تكون لنا قدوات صالحة ونماذج رائعة
]نحاكيها ونقتفي طريقها من
]أهل العلم والخير والصلاح والثقافة
]أن تقتدي بآخر بمعنى أن تتسم وتتحلى بما يتحلى هو به
]لا أن تعقد جلسات مقارنة بينك وبينهم وقلما نجح شخص في حياته
]وهو رهن المقارنة بينه وبين من يتفوق عليه.
]وقلما فشل إنسان عاش بالهمه والعزيمة والأمل والتفاؤل.
]توقف عن المقارنات.
]حاول أن تجد في نفسك من الخصال الطيبة والخلال الحميدة والقدرات والهبات
]التي منحك إياها المولى لا لكي تفخر بها.
]بل لكي تكون باعثاً على المضي.
]فإن كثير من الناس
]حين يرى في نفسه أموراً جيده
]فإنها تقوي همته وتمضي عزمه وتجعله يتقدم إلى أهدافه بجد واجتهاد.
]إن أي طريق نحو القمة
]فإنه ولا بد أن يكون صعباً في بدايته
]وكل ناجح في الحياه فإنه يحمل معه كماً هائلاً من المواقف والصعاب
]التي اعترضت طريقه
]لكنه ظل يقاوم ويصبر ويتعلم من كل موقف درساً
]حتى وصل إلى ما يريد
]فلا تظنن أن المجد والقمم والغايات تدرك بقليل من العمل والشاعر كان ]يقول
]لا تحسب المجد تمراً أنت آكله.. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
]ستواجهك عقبات وعقبات وعقبات
]سيرد عليك الملل والتعب والسأم.
]لكن الصبر والمثابرة هي خير زاد لمن يحلم ببلوغ العلياء ومعانقة الجوزاء.
]دمتم سالمين[
مماراق لي