اللؤلؤة المكنونة الإدارة
المزاج : الدولة : عدد المساهمات : 167 نقاط : 428 تاريخ التسجيل : 29/12/2011 الموقع : في قلب زوجي
| موضوع: مقتطفات من صيد الخاطرلابن القيم الإثنين يناير 16, 2012 5:46 am | |
| [يقول ابن القيم فى صيد الخاطر
"قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ,فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة والغفلة ! فتدبرت السبب فى ذلك فعرفته .ثم رأيت الناس يتفاوتون فى ذلك , فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظةعند سماع الموعظة وبعدها , لسببين : أحدهما : ان المواظ كالسياط والسياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت وقوعها
الثانى : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مُزاج العلة " أى قد أزيحت عنه علته "
تقدير العواقب من عاين بعين بصيرته تناهى الأمور فى بداياتها نال خيرها ونجا من شرها , ومن لم ير العواقب غلب عليه الحس فعاد عليه بالألم ما طلب من السلامة , وبالنصب ما رجا منه الراحة وبيان هذا فى المستقبل يتبين بذكر الماضى أين لذة معصيتك؟ وأين تعب طاعتك؟ هيهات رحل كل بما فيه! فليت الذنوب إذ تخلت خلت وكما قيل يا ذلة كُتبت فى غفلة ذهبت * يا حسرة بقيت فى القلب تحرقنى
من تفكر فى عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر أى من تفكر فى فجاءة الموت وحسرة الفوت وايقن أن الطريق للأخرة طويل جداَ برقاده فى القبر والحساب ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه. اعجب العجائب سرورك بغرورك , وسهوك فى لهوك عما قد خُبى لك . تغتر بصحتك وتنسي دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاَ عن قرب الألم . لقد أراك مصرعُ غيرك مصرعك وقد شغلك نيل لذاتك عن ذكر خراب ذاتك
قال الحسن البصرى : " من أحب الدنيا وسرته ذهب خوف الأخرة من قلبة "
الواجب على العاقل أخذ العُدة لرحيله , فإنه لا يعلم متى يفجوُه أمرُ ربه ولا يدرى متى يُستدعى ؟ كم من أ ُناس غرهم الشباب ونسوا فقدالأقران وألهاهم طول الأمل
وأحب أختم بهذه المقوله " أحفظها جيداَ لان كُلنا نجتاجها فى هذا الزمن وهذه الاوقات بالذات
من أحب تصفية الأحوال فليجتهد فى تصفية الأعمال " قال الله تعالى : وأن لو استقاموا على الطريقةِ لأ سقيناهم ماء غدقا "
وقيل " من صفى صُفى له , ومن كدر كُدر عليه , ومن أحسن فى ليلة كوفىء فى نهاره ومن احسن فى نهاره كوفىء فى ليلة " وكان شيخ يدور فى المجالس ويقول " من سره أن تدوم له العافية . فليتق الله عزوجل .
وأحذر " من الاغترار ان تُسيء فيحسن إليك . فتترك التوبة توهماَ أنك تسامحُ فى العقوبات
انصح الجميع بإقتناءه فهو زاخر بالمعرفة...
| |
|