اللؤلؤة المكنونة الإدارة
المزاج : الدولة : عدد المساهمات : 167 نقاط : 428 تاريخ التسجيل : 29/12/2011 الموقع : في قلب زوجي
| موضوع: مأساة سارة حقيقية ونزلت فيها انشودة الجمعة ديسمبر 30, 2011 2:51 am | |
| مأساة سارة
الدموع وحدها لا تكفي , والموت آلف مرة لا تعادل آهة واحدة تخرج من جوفي المجروح وفؤادي المكلوم ..أنا الآن عرفت أن السعيد من وعظ بغيره ، والشقي من وعظ بنفسه.. ولله دره من قال هذا المثل ما أ صدقه , ولله دره ما أحكمه..
إنه الألم.. إنها الندامة على كل لحظات الحياة , كلما بدأ يوم جديد بدأت معاناتي في كل لحظة بل كل غمضة عين تحرق في قلبي كل شيء.. أموت في اليوم آلف بل آلاف المرات , ولا أحد يدري بي ولا أحد يعلم ما بي إلا الله. أنا الذي هدم كل ما بني له وخرب أعز ما يملك بيديه , نعم بيدي المجرمتين النجستين الملعونتين . يا لله ما أقسى التفكير .. يالله ما أشد المعاناة. في كل صبح جديد يتجدد الألم وتتجدد الأحزان وفي كل زاوية من زوايا البيت أري ألوان العذاب وأصيح في داخلي صيحات لو أخرجها لأحرقت وهدمت الجدران التي أمامي. إذا ما انساب الليل على سماء النهار وغطاها وبدا ليل الأسرار الذي يبحث عنه العاشقون ويتغنى به المغنون وينادمه الساهرون ..أناأبكي ألف مرة وأتحسر ألف مرة لأنني حي وأعيش إلى الآن..أريد أن أموت ولكن لا أستطيع ربما لأني جبان وربما لأنني لا أريد أن أكرر الخطأ مرتين فلعل الله أن يغفر لي ماجنيت في حياتي الماضية بل في مرارتي الماضية. كثيرون يتلذذون بالماضي وما فيه ويحبون الحديث عنه إلا أنا..أتعلمون لماذا؟!.
لا أريد أن أخبركم لأنني أخاف أن تلعنوني وتدعوا عليَّ أكثر من دعواتي ولعناتي على نفسي ويكون فيكم صالح تجاب دعوته فيعاقبني الله بدعوته ويلعنني بلعنته. أعذروني على كلماتي المترنحة غير المرتبة لأنني مصاب وأية مصيبة وليتها كانت مصيبة بل اثنتان بل ثلاث بل أكثر.. أنا من باع كل شيء وحصل على لا شيء ووالله لم أذكر قصتي لكم لشيء إلا أنني أحذركم .. أحذر من يعز عليكم من أن يقع في مثل ما وقعت به. لاأدري أأكمل القصة أم أتوقف..والله إن القلم ليستحي مما أريد أن أكتب , وإصبعي يردني ألف مرة ويريد أن يمنعني ولكن سأكتب قصتي لعل الله أن يكتب لي حسنة بها أوحسنتين ألقى بها وجهه يوم القيامة ، لا تلوموني فاسمعوا قصتي واحكموا واتعظوا واعتبروا قبل أن يفوت الأوان.
أنا شاب ميسور الحال من أسرة كتب الله لها الستر والرزق الطيب والمبارك منذ أن نشأنا ونحن نعيش سوياً يجمعنا بيت كله سعادة وأنس ومحبة..فيالبيت أمي وأبي وأم أبي ( جدتي ) وإخواني وهم ستة وأنا السابع وأنا الأكبر من الأولاد والثاني في ترتيب الأبناء فلي أخت اسمها سارة تكبرني بسنة واحدة.فأنارب البيت الثاني بعد أبي والكل يعول عليَّ كثيراً .تابعت دراستي حتى وصلت للثاني ثانوي وأختي سارة في الثالث الثانوي وبقية أخوتي في طريقنا وعلى دربنا يسيرون. أنا كنت أتمنى أن أكون مهندساً ، وأمي كانت تعارض وتقول بل طياراً ، وأبى في صفي يريد أن أكون جامعياً في أي تخصص , وأختي سارة تريد أن تكون مدّرسة لتعلم الأجيال الدين والآداب ....ولكن يا للأحلام ويا للأمنيات ، كم من شخص انقطعت حياته قبل إتمام حلمه ، وكم منشخص عجز عن تحقيق حلمة لظروفه ، وكم من شخص حقق أحلامه ..ولكن أن يكون كما كنا لا أحدمثلنا انقطعتأحلامنا بما لا يصدق ولا يتخيله عاقل ولا مجنون ولا يخطر على بالبشر. تعرفت في مدرستي على أصحاب كالعسل وكلامهم كالعسل ومعاملتهم كالعسل بلوأحلى.. صاحبتهم عدة مرات ورافقتهم بالخفية عن أهلي عدة مرات ودراستي مستمرة وأحوالي مطمئنة وعلى أحسن حال ، وكنت أبذل الجهد لأربط بين أصحابي وبيندراستيواستطعت ذلك في النصف الأول .. وبدأت الإجازة ويالها من إجازة ولا أعادها الله من إجازة وأيام. لاحظ أبى أن طلعاتي كثرت وعدم اهتمامي بالبيت قد زاد فلامني ولامتني أمي ..وأختي سارة كانت تدافع عني لأنها كانت تحبني كثيراً وتخاف علي من ضرب أبى القاسي إذا ضرب وإذا غضب واستمرت أيام العطلة ولياليها التي لو كنت أعلم ماستنتهي به لقتلت نفسي بل قطعت جسدي قطعة قطعة ولا مضيت فيها ولكن إرادة الله. كنا أنا وأصحابي في ملحق لمنزل أحد الشلة وقد دعانا لمشاهدة الفيديو وللع بسويا فجلسنا من المغرب حتى الساعة الحادية عشر ليلاً وهو موعد عودتي للبيت فيتلك الأيام ، ولكن طالبني صاحب البيت بالجلوس لنصف ساعة ومن ثم نذهب كلنا إلى بيوتنا، أتدرون ما هو ثمن تلك النصف ساعة !!. إنه كان عمري لا إنه كان عمري وعمر أبى وعمر أمي وعائلتي كلها .نعم..كلهم. كانت تلك النصف ساعة ثمناً لحياتنا وثمناً لنقلنا من السعادة إلى الشقاءالأبدي، بل تلك النصف ساعة مهدت لنقلي إلى نار تلظى لا يصلاها إلاالأشقى. أتأسف لكم لأنني خرجت من القصة...تبرع أحد الأصحاب بإعداد إبريق منالشاي لنا حتى نقطع به الوقت , فأتى بالشاي وشربنا منه ونحن نتحادث ونتسلى ونتمازحبكل ماتعنية البراءة والطهر وصفاء النوايا من كلمة..ولكن بعد ما شربنا بقليلأصبحنا نتمايل ونتضاحك ونتقيأ بكل شكل ولون , كلنا نعم كلنا.... ولا أدري بما حدث حتى أيقظنا أول من تيقظ منا , فقام صاحب المنزل ولامنا وعاتبنا على ما فعلنا فقمناونحن لا ندري ما حدث ، ولماذا وكيف حدث ؟ فعاتبنا من أعد الشاي فقال إنها مزحة . فتنظفنا ونظفنا المكان وخرجنا إلى منازلنا , فدخلت بيتنا مع زقزقةا لعصافير والناس نيام إلا أختي سارة التي أخذتني لغرفتها ونصحتني وهددتني بأنهاستكون أخر مرة أتأخر فيها عن المنزل ، فوعدتها بذلك، ولم تعلم المسكينة أن المهددة هي حياتها قبل حياتي , ليتها ما سامحتني .. ليتها ضربتني بل وقتلتني وماسامحتني....... يا رب ليتها ما سامحتني سامحها الله ليتها ما سامحتني..اعذروني لاأستطيع أن أواصل.. فاجتمعنا بعد أيام عند أحد الأصحاب وبدأنا نطلبإعادة تلك المزحة لأننا أحببناها وعشقناها ، فقال لنا صاحبنا إنها تباع بسعرلايستطيعه لوحده ، فعملنا جمعية فاشترينا بعددنا كبسولات صاحبنا..أظنكم عرفتم ماهي..إنها المخدرات .. إنها مزحة بحبة مخدرات ونحن لا ندري , دفعنا بعضنا إلى التهلكةبمزحةوضحكة وحبة من المخدرات. فاتفقنا على عمل دورية كل أسبوعين على واحد منا والحبوب نشتريها بالجمعية ، فمرت الأيام وتدهورت في المدرسة , فنقلني أبى إلى مدرسة أهلية لعلي أفلح وأخرج من الثانوي فقد تبخرت أحلاميوأحلامه وأحلام أميبالطيران.... أي طيران وأية هندسة ترجى من مثلي، ووالله لم يكن ذنبي ولم أكن أعلم ولو عرض الآمر علي لرفضت ولتركت شلتي، ولكنها المزحة لعن الله من مزحها ومن لازال يمزحها مع شباب المسلمين. فمرت الأيام ونحن في دوريتنا واجتماعنا الخبيث ولا أحديعلم ولا أحد يحس بما يجري .لقد أصبحت لا أطيق البعد عنها ولا عن أصحابي ، فجاءتنتائج نهاية العام مخيبة لكل أهلي، ولكن خفف علينا أن سارة نجحت وتخرجت بتقدير عالي ..مبروك يا سارة قلتها بكل إخلاص على الرغم مما قد كان أصابني.قلتها وأنا لأول مره وكانت آخر مرة أحس فيها بفرح من أعماقي. ماذا تريدين أنأشتري لك يا سارة بمناسبة نجاحك؟.أتدرون ما قالت ! كأنها حضرتنا أنا وأصحابي، كأنها عرفت حالنا : أريدك أن تنتبه لنفسك يا أخي ، فأنت سندي بعد الله_ لا أستطيع المواصلة _ .. لقد قالتها في ذلك اليوم مجرد كلمات لاتعلم هي أنها ستكون في بقية حياتي أشد من الطعنات ، ليتها ما قالتها ، وليتني ما سألتها، أي سند وعزوة ياسارة ترجين ..أي سند وأي عزوة يا سارة تريدين.حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله حسبي الله حسبي الله ونعم الوكيل. دخلت سارة معهد للمعلمات وجدت واجتهدت , وأنامن رسوب إلى رسوب، ومن ضلال وظلام إلى ضلال وظلام، ومن سيئ إلى أسوا ، ولكن أهليلا يعلمونونحن في زيادة في الغي حتى إننا لا نستطيع أن نستغني عن الحبة فوقيومين، فقال لنا صديق ؛ بل عدو رجيم ؛ بل شيطان رجيم؛ هناك ما هو أغلى أحلى وأطولمدة وسعادة فبحثنا عنه ووجدناه ، فدفعنا فيه المال الكثير وكل ذاكمن جيوب آباءناالذين لا نعلم هل هم مشاركون في ضياعنا آم لا وهل عليهم وزر وذنب أو لا. وذات مره و أنا عائد للبيت أحست سارة بوضعي وشكت في أمري وتركتني أنام وجاءالصباح،فجاءتني في غرفتي ونصحتني وهددتني بكشف أمري إن لم أخبرهابالحقيقة، فدخلت أمي علينا وقطعت النقاش بيننا وليتها ما دخلت ، بل ليتها ماتت قبلأن تدخل ، بل، ليتها ما كانت على الوجود لأعترف لأختي لعلها أن تساعدني، فأرسلتنيأمي في أغراض لها، فذهبت وأصبحت أتهرب عن أختي خوفاً منها على ما كتمته لأكثر منسنة أن ينكشف ، وقابلت أحد أصدقائي فذهبنا سوياً إلى بيت صديق آخر , فأخذنا نصيبنامن الإثمفأخبرتهم بما حدث، فخفنا من الفضيحة وكلام الناس، ففكرنا ، بل فكرواشياطيننا، وقال أحدهم لي لدي الحل ولكن أريد رجلاً وليس أي كلام..أتدرون ما هوالحل!.أتدرون!والله لو أسال الشيطان ما هو الحل لما خطرت على باللحظة أتدرون ما قال ! أتدرون كيف فكر!.لا أحد يتوقع ماذا قال!أقال نقتلها ليته قالها، بل قال أعظم..أقال نقطع لسانها ونفقأ عيونها ، لا بل قالأعظم..أقال نحرقها ، لا بل قال أعظم..أتدرون ماذا قال!.حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله على الظالمين.حسبي الله على أهل المخدرات جميعاً وعل ىمهربيها وعلى مروجيها وعلى شاربيها.حسبي الله على صاحبي ذاك.حسبي الله على نفسي الملعونة .حسبي الله ونعم الوكيل. لقد قال فصل الله عظامه وأعمى بصره و أفقده عقله ولا وفقه الله في الدنيا ولا في الآخرة. اللهم لاتقبل توبته . إنه شيطان. إنه السبب في كل ما بي وأنت تعلم.اللهم اقبضه قبل أن يتوب ، وعاقبة في الدنيا قبلالآخرة. أتدرون ماذا قال!، لقد قال المنكر والظلم والبغي والعدوان .لقد قال: أفضل طريقة نخليها في صفنا ( جعله الله في صف فرعون وهامان يوم القيامة ( نضع لها حبة وتصير تحت يدينا ولا تقدر أن تفضحنا أبداً ، فرفضت..إنها سارة العفيفة الشريفةالحبيبة الحنونة..إنها سارة أختي، ولكن وسوسوا لي وقالوا هي لن تخسر شيء ، أنتتحضر لها في بيتكم وهي معززة مكرمة، وحبوباً فقط وأنت تعرف أنها لا تأثر ذا كالتأثير، وتحت تأثير المخدر وتحت ضغوط شياطينهم وشيطاني وافقت ورتبت معهم كلشيء. رحت للبيت وقابلتني وطالبتني وقلت لها اصنعي شاياًَ وأنا أعترف لك بكل شيء ، فراحت المسكينة من عندي وكلها أمل في أن تحل مشكلتي ، وأنا في رأسي ألف شيطان وهمي هدمحياتها كلها، أحضرت الشاي ، وقلت صبي لي ولك فصبت ، ثم قلت لها أحضري كأس ماء لي، فراحت، وحين خرجت من الغرفة أقسم بالله من غير شعور نزلت من ي دمعة..ما أدري دمعةألم على مستقبلها، أم هي روحي التي خرجت من عيني ، أم هو ضميري،أم دمعةفرح بأني أوفيت لأصحابي بالوعد وأني حفظت السر للأبد.
وضعت في كأسها حبة كاملة، وجاءت وهي تبتسم وأنا أراها أمامي كالحمل الصغيرالذي دخل في غابة الذئاب بكلنية طيبة وصافية.
رأت دموعي فصارت تمسحها وتقول الرجال ما يبكي وتحاول تواسينيتظنني نادماً ، وما درتأني أبكي عليها وليس على نفسي ،أبكي على مستقبلها ،على ضحكتها، على عيونها ، على قلبها الأبيض الطاهر، والشيطان في نفسي يقول : اصبر فلن يضرها ، غداً تتداوى أنت وهي, كما أنها يجب أن تعرف معاناتك وتعيشها ، فهي لن تقدرها وتعذرك إلا إذاجربتها. وراح يزين لي السوء والفسق والفساد_ حسبي الله عليه_ فقلت : دعينا نشرب الشاي إلى أن أهدأ ثم نتحدث.فشربت ويا ليتها ما شربت !.ويا ليتها ما صنعت الشاي!.ولكنجلست أجرها في الحديثحتى بدأت تغيب عن الوعي ، فصرت أبكي مرة وأضحك مرة ، لا أدري ماأصابني ؟! أضحك وأبكي ودموعي على خدي , وبدأ إبليس يوسوس لي أنني سأنكشف , وسيعلم أبواي إذا رأوا أختي بهذه الحالة .ففكرت في الهروب. هربت إلى أصحابي وبشرتهم بالمصيبة التي فعلتها ، فباركوا لي وقالوا : ما يفعلها إلا الرجل ، الآن أنت زعيم شلتنا وأميرها ، ونحن بإمرتك . ونمناتلك الليلة . وعند الظهر بدأت أسال نفسي : ما ذا فعلت ؟ وماذا اقترفتيداي؟ فصاروا أصحابي يسلونني ويقولون نحن أول الناس معك في علاجها ، والمسألة بسيطة مادامتحبوباً فقط .وأهم شيء أنَّ سرنا في بئر . وبعد يومين بدأ أبي يسأل عني بعد انقطاعي عنهم , فأرسلت أصحابي ليستكشفوا الوضع في البيت لأني خائف من أختي وعليها .فعادوا وطمأنوني أنكل شيء على ما يرام ولم يحصل أي شيء يريب . فرحت للبيت وأنا مستعد للضرب والشتم والملام الذيلم يعد يجدي معي فضربني أبي ولامتني أمي وأختي . وبعد أيام جاءتني أختيوسألتني عن شيء وضعته لها في الشاي أعجبها وتريد منه . فرفضت فصارت تتوسل إليّ وتُقبّلقدمي تماماً كما أفعل مع أصحابي يوم أطلبهممنهم ، فرحمتها وأعطيتها . وتكرر هذا مراتكثيرة وبدأت أحوالها الدراسية تتدهور إلى أن تركت الدراسة بلا سبب واضح لأهلي الذين صبرواأنفسهم بأن البنت ليس لها في النهاية إلا بيتها . فتحولت الآمال إلى أخي الأصغر.ومرة ، وما أبشعها من مرة نفذت المخدرات من عندي فطلبتها من أحد أصحابي ، فرفض إلاإذا..أتدرون ما كان شرطه؟حسبي الله عليه وعلى إبليس حسبيالله عليه.شرطه أختي سارة ، يريد أن يزني بها. فرفضت وتشاجرت معه , وأصحابناالحاضرون يحاولون الإصلاح ويقولولي : ما فيها شيء ، ومرة لن تضر ، واسألها إذا هي موافقةما يضرك أنت ؟ لن تخسر شيئاً . صاروا معه ضدي . كلهم معه.وقلت له : أنت أول من كانيقول لي: أنا معك في طلب دوائها وعلاجها ، واليوم تطلب هذا ! واأسفاً على الصداقة.فقال ملء فمه: أية صداقة وأي علاج يا شيخ ؟ أنسَ ، أنسَ ، أنسَ . فتخاصمنا وقاطعتالشلة. وطالت الأيام وصبرت أنا ، وأختي بدأت تطلب المخدر ، وأنا ليس عندي وليس لي طريق سواهم. وبدأت حالة أختي تسوء ، وراحت تطالبني لو بكسرة حبة , فوسوس لي الشيطان أن أسألهاإذا وافقت مما نخسر شيئاًولن يدري أحد ، أنت وهي وصاحبك فقط . وخذ منه وعداً بألا يخبر أحداً وأن يبقى الأمر سراً بيننا .فصارحتها قائلاً : الذي عنده الحبوب يريدك أن يقابلك ويفعل بكثميعطينا كل ما نرد بدون مال ، بل ويعطينا مؤونة منه ولن نحتاج لأحد أبداً .فقالت على الفور : موافقة ، هيا بنا نذهب إليه . فخططنا أنا وأختي للخروج من البيت ، وفعلاً ذهبنا إليه وأخذت أختي إلى صاحبي وجلسنا فيشقته، وطلب مني أقضي مشواراً إلى أن ينتهي ، فرحت، وجئتهم بعد ساعة وإذا بأختي شبه عارية فيشقة صاحبي وأنا مغلوب على أمري ذاهل عن حالي أريد لو ريح هروين ، فجلسنا سوياً أنا وصاحبيوأختي من الظهر إلى بعد العشاء في جلسة سمر وشرب وعهر. يا ويلي من ربي ..يا ويليمن ربي ..ويلي من النار .أنا من أهلها آنا من أهلها. ليتني أموت يا رب موتني يا ربموتني .أنا حيوان ما أستاهل أن أعيش لو لحظة، فرجعنا أنا وأختي للبيت ولا كأن شيئاً صار , فصرت أقول لأختي هذه أول وآخر مرة ، وإذا صاحبي النجس أعطى أختي مواعيد وأرقامهالخاصة إذا أرادت فالأمر لا يحتاج وجوديوأنا ما دريت . ومرت الأيام وأنا أرى أختي تخرج علىغير عادتها ، في البداية مع أختي الصغيرة بأي عذر للسوق وللمستشفى حتى إنها طلبت أن تسجل مرة ثانية بالمعهد، فحاول أبي المسكين بكل ما يملك وبكل من يعرف كييرجعها من جديد، وفرحت العائلة من جديد بعودتها للدراسة واهتمامها بها، ومرة وأنا عند أحد أصحابي قال : قوموا بنا نذهب إلى أحد أصحابنا ، ورحنا له ويا للمصيبة لقيتأختيعنده وبين أحضانه ، وانفجرت من الزعل فقامت أختي وقالت : مالك أنت ؟! إنها حياتي وأناحرةفأخذني صاحبي معه وأعطاني السم الهاري الذي ينسي الإنسان أعز وكل مايملكويجعله في نظره أبخس الأشياء وأرذلها، فرجعنا لصاحبنا وأنا متجرد من إنسانيتي ولعبوا مع أختي وأنا بينهم كالبهيمة بل أسوأ.ومع العصر رجعنا للبيت وأنا لا أدري ما أفعل فالعار جاء والمال والشرف ذهبا والمستقبل ذهب والعقل ذهب .كل شيء بالتأكيد ذهب، ومرت الأيام وأنا أبكي إذاصحوت وأضحك إذا سكرت.. حياة بهيمة بل أردى ..حياة رخيصة سافلة نجسة.. ومرة من المرات المشؤومة وكل حياتي مشؤومة . وفي إحدى الصباحات السوداء عند التاسعةإذابالشرطة تتصل على أبى في العمل ويقولون احضر فوراً. فحضر فكانت الطامة التي لميتحملها ومات بعدها بأيام وأمي فقدت نطقها منها، أتدرون ما هي! أتدرون!! لقدكانت أختي برفقة شاب في منطقة استراحات خارج المدينة وهم في حالة سكر وحصل لهماحادث وتوفي الاثنان فوراً. يالها من مصيبة تنطق الحجر ، وتبكي الصخر. يا لها مننهاية يا سارة لم تكتبيها ، ولم تختاريها ، ولم تتمنينها أبداً.. سارة الطاهرة أصبحتعاهرة، سارة الشريفة أصبحت زانية مومس، سارة الطيبة المؤمنة أصبحتداعرة. يالله ماذا فعلت أنا بأختي ، ألهذا الدرب أوصلتها ؟إلى نار جهنم دفعتهابيدي إلى اللعنة . أوصلتها أنا إلى السمعة السيئة.. يا رب ماذا أفعل؟ اللهم إنيأدعوك أن تأخذني وتعاقبني بدلاً عنها ، يا رب إنك تعلم أنها مظلومةوأنا الذيظلمتها وأنا الذي حرفتها وهي لم تكن تعلم.كانت تريد إصلاحي فأفسدتها ..لعن اللهالمخدرات وطريقها وأهلها. أبى مات بعد أيام ، وأمي لم تنطق بعد ذلك اليوم ، وأنالازلت في طريقي الأسود، وإخواني على شفا حفرة من الضياع والهلاك.. لعن اللهالمخدرات وأهلها ، وبعدها بفترةفكرت أن أتوب ، ولم أستطع الصبر ، فاستأذنت من أمي في السفر إلى الخارجبحجة النزهة لمدة قد تطول أشهراً بحجة أني أريدالنسيان، فذهبت إلى مستشفى الأمل بعد أن هدمت حياتي ، وحياة أسرتي ، وحياة أختيسارة. رحمك الله يا سارة ، رحمك الله ، اللهم اغفر لها إنها مغلوبة ، اللهم ارحمها إنهامسكينة ، وعاقبني بدلاً عنها يا رب ، فعزمت على العلاج ، ولما سألوني عن التعاطي زعمت أنهمن الخارج ، وأن تعاطي المخدرات كان في أسفاري ، وبعد عدة أشهر تعالجت مما كانأصابني من المخدرات، ولكن بعد ماذا ! بعد ما قطعت كل حبل يضمن لنا حياة هانيةسعيدة. عدت وإذا بأهلي يعيشون على ما يقدمه الناس لهم، لقد باعت أمي منزلنا، واستأجرت آخرمن بعد الفيلا الديلوكس إلى شقة فيها ثلاث غرف ونحن ثمانية أفراد، من بعد العز والنعيمورغد العيش إلى الحصير ومسألة الناس ، لا علم لدي ولا عمل، وإخواني أصغر مني ونصفهم ترك الدراسة لعدم كفاية المصاريف، فأهلي إن ذكر اسم أختيسارة لعنوها وسبوها وجرحوها لأنها السبب في كل ما حصلودعوا عليها بالنار والثبور وقلبي يتقطع عليها لأنها مظلومة ، وعلى أهلي لانهم لا يعلمون ولا أستطيعأن ابلغ عن أصحاب الشر والسوء الذين هدموا حياتي وحياة أختي لأني إذابلغتسأزيد جروح أهلي التي لم تندمل بعد على أختي وأبى وأمي وسمعتنا وعزناوشرفنا، لانهم سيعلمون أني السبب وستزيد جراحهم ، وسيورطني أصحاب السوء إن بلغتعنهم معهم فأنا في حيرة من أمري. إني أبكي في كل وقت ولا أحد يحس بي وأنا أرى أن المفروض أن أرجم بالحجارة ولا يكفي ذلك ولا يكفر ما فعلت وما سببت. انظروايا أخواني ماذا فعلت أنا.. إنها المخدرات ، ونزوات الشيطان ، إنها المخدرات ..إنها أمالخبائث .. إنها الشر المستطير ..كم أفسدت من بيوت ؟وكم شردت من بشر ؟ وكم فرقت منأسر؟ لا تضحكوا يا إخواني ولا تعجبوا وقولوا اللهم لا شماتة.يا أخواني اعتبروا وانشروا قصتي على من تعرفون لعل الله أن يهدي بقصتيلو شخص واحد أكفر به عنخطئي العظيم الذي أعتقد أنه لن يُغفر. أرجوكم أن تدعوا لأختي سارة في ليلكمونهاركم ولا تدعوا لي لعل الله أن يرحمها بدعواتكملأنه لن يقبل مني ، وأنا من فعلبها كل ما حدث لها . اللهم ارحم سارة ، اللهم ارحمها واغفرلها، ووالله إني محتاج لوقفتكم معي في شدتي ولكن لا أريد منكم شيئاً ، وأشكر أخى الذي كتب معاناتي التي بين أيديكم وأحسبه الصاحب الصادق واللهحسبه ، وأشكر من نشرها وعممها ، وهذا مختصر المختصر من قصتي التي لو شرحتهابالتفصيل لزهقت أنفسكم اشمئزازاً ، وغمضت عيونكم خجلاً، ولعل فيما قلت الكفايةوالفائدة، ووالله لولا الحياء وسكب ماء الوجه لأعطيتكم طريقة اتصال بي لتعرفوا أنفي الدنيا مصائب لا تخطر على بال بشر ولا يتخيلها إنسانفقولوا اللهم الستروالعافية، الستر الذي ضيعته أنا ، والعافية التي ضيعتها أنا، لو تعرفون طعمها ماتركتم الدعاء والشكر ، والحمد لله عليها لحظةولكن خلق الإنسان عجولاً وجزاكم الله خيراً .
| |
|